• 19 Nov, 2025

في أحياء حمص القديمة مثل باب السباع وجب الجندلي، يعاني السكان من مشكلة تراكم القمامة في الشوارع الضيقة، ما يؤثر على النظافة العامة وجودة الحياة اليومية. التقارير الميدانية تشير إلى أن فرق النظافة لا تزور هذه الأحياء بانتظام، خاصة في الأزقة التي يصعب على سيارات النظافة الكبيرة الوصول إليها.

أحد سكان باب السباع، واسمه فواز، يناشد عبر المنتديات والمجتمع المحلي بتنظيم حملات تنظيف تطوعية: “إذا نتكاتف نحن الأهالي مع بلدية حمص، نقدر ننظف الشوارع بأنفسنا بداية ونضغط ليكون فيه جدول ثابت لجمع القمامة“. فواز يقترح أن يكون هناك تنسيق بين السكان والجهات الرسمية من خلال “مجموعات أحياء” أو لجان محلية، لتحديد الأوقات التي يمكن فيها مشاركة الأهالي في التنظيف الأسبوعي.

جانب آخر من المشكلة يتعلق بالبنية التحتية: الطرق في بعض الأحياء القديمة متضرّرة بشدة، فالحفر والتشقّقات تجعل أحيانًا القمامة تعجز السيارات عن عبورها بسهولة، وتصبح حواجز أمام وصول آليات التنظيف. بعض السكان يقترحون إعادة تأهيل بعض الشوارع بالتعاون مع البلدية — “حتى لو عملنا كدوريات أحياء، نقدر نصلح الزوايا الضيقة أولًا” — كما يقول أحد الشباب الحماصيين المهتمين بالمشروع.

أيضًا، لدى البعض فكرة إنشاء “مراكز خدمة محلية” في الأحياء القديمة: مراكز تجمع فيها سلات القمامة (بحجم صغير مناسب للأزقة) ومساحات لتدوير النفايات، بحيث لا تضطر الشاحنات الكبيرة للدخول لكل زقاق. هذا النموذج يمكن أن يقلّل من الضغط على فرق النظافة التقليدية، ويجعل عملية جمع القمامة أكثر فاعلية وأقل تكلفة.

إضافة إلى ذلك، يرى السكان أن هناك حاجة لتحسِين إنارة الشوارع في الأحياء القديمة، خصوصًا في الأزقة، لأن الإضاءة الجيدة تشجّع السكان على المساهمة في الحفاظ على النظافة، وتقلل من تجمع القمامة في أماكن مظلّمة.

هذه الاقتراحات — من متطوّعين من المجتمع المحلي وأهالي الأحياء — تعكس رغبة قوية في تحسين الوضع دون انتظار الحل الكامل فقط من الجهات الرسمية. فبالتعاون، يمكن أن تتحول مبادرات بسيطة إلى مشاريع ملموسة: تنظيف الأحياء، تأهيل الشارع، وتفعيل دور المجتمع في تحسين البيئة الحضرية.

في الختام، فإن تحسين نظافة الأحياء القديمة في حمص يحتاج تضافر الجهود: من السكان، من البلدية، ومن المنظمات المحلية. هذه المشاركة المجتمعية ليست فقط وسيلة لحل مشكلة بيئية، بل أيضًا فرصة لإعادة بناء الروابط بين الجيران وتعزيز الانتماء للمدينة القديمة التي تحمل تاريخًا وتراثًا عميقًا.